تعد زراعة الشعر واحدة من أكثر الحلول فعالية للتغلب على مشكلة تساقط الشعر والصلع، وهي عملية طبية تهدف إلى استعادة نمو الشعر في مناطق فروة الرأس التي تعاني من الفراغات أو تساقط الشعر.
مع تقدم التكنولوجيا وظهور تقنيات حديثة، أصبحت زراعة الشعر أكثر أمانًا وفعالية مما كانت عليه في السابق. في هذا المقال، سنتعرف على ما هي زراعة الشعر، مخاطرها، مدة دوام الشعر المزروع، وما إذا كانت تعيد الشعر كما كان.
ما هي زراعة الشعر؟
زراعة الشعر هي إجراء جراحي يتم من خلاله نقل بصيلات الشعر من منطقة كثيفة الشعر في فروة الرأس إلى مناطق أخرى تعاني من تساقط الشعر أو الصلع. عادة ما يتم أخذ البصيلات من المنطقة التي تعرف بـ"المنطقة المانحة" (التي تكون عادة في الجزء الخلفي أو الجانبي من الرأس) وتزرع في المناطق التي تعاني من الفراغات أو الصلع. يوجد نوعان رئيسيان من زراعة الشعر هما:
زراعة الشعر بتقنية FUT (Follicular Unit Transplantation): في هذه التقنية، يتم إزالة شريط من الجلد الذي يحتوي على بصيلات الشعر من المنطقة المانحة، ومن ثم يتم تقسيمه إلى وحدات بصيلة فردية لتزرع في المناطق المتضررة.
زراعة الشعر بتقنية FUE (Follicular Unit Extraction): في هذه التقنية، يتم استخراج بصيلات الشعر بشكل فردي باستخدام أدوات دقيقة، ومن ثم يتم زراعتها في المناطق المستهدفة.
ما هي مخاطر زراعة الشعر؟
على الرغم من أن زراعة الشعر تعتبر إجراءً آمنًا بشكل عام، إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر والآثار الجانبية التي قد تحدث. من أبرز المخاطر المرتبطة بزراعة الشعر:
العدوى: مثل أي عملية جراحية أخرى، هناك دائمًا خطر الإصابة بالعدوى في المنطقة المزروعة أو في مكان استخراج بصيلات الشعر. ولكن هذا الخطر يمكن تجنبه من خلال اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد العملية.
النزيف: قد يحدث نزيف بسيط في مكان العملية، وقد يكون هذا النزيف نتيجة الضغط على الأنسجة أو الأدوات المستخدمة في الزراعة.
الندوب: في بعض الحالات، قد تتسبب عملية استخراج بصيلات الشعر في ظهور ندوب خفيفة، خاصة في تقنية FUT. لكن هذه الندوب عادة ما تكون غير ملحوظة إذا تم إجراؤها بشكل احترافي.
التورم: قد يحدث تورم في منطقة الجبهة أو العيون بعد العملية نتيجة التفاعل مع العملية الجراحية، لكن هذا التورم يزول في غضون أيام قليلة.
فشل زراعة الشعر: في بعض الحالات، قد لا تنجح عملية الزراعة بشكل كامل، حيث يمكن أن يتساقط الشعر المزروع أو ينمو بشكل غير متساوٍ.
كم سنة يدوم الشعر المزروع؟
الشعر المزروع يدوم بشكل دائم في معظم الحالات، حيث أن البصيلات المزروعة تأتي من المناطق التي تتمتع بمقاومة طبيعية لتساقط الشعر بسبب العوامل الوراثية. لذلك، من المتوقع أن ينمو الشعر المزروع بشكل طبيعي ويستمر في النمو لمدة طويلة.
ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن عملية زراعة الشعر لا توقف عملية تساقط الشعر التي قد تحدث في مناطق أخرى من فروة الرأس. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من تساقط الشعر الوراثي (الصلع الوراثي)، فقد تستمر بصيلات الشعر الأصلية في التساقط حتى بعد عملية الزراعة، مما يعني أنك قد تحتاج إلى علاجات إضافية مثل الأدوية (مثل المينوكسيديل أو الفيناسترايد) للحفاظ على شعر الرأس بشكل عام.
هل زراعة الشعر تعيد الشعر كما كان؟
تعد زراعة الشعر عملية فعالة لاستعادة الشعر في المناطق المتضررة من التساقط أو الصلع، لكنها لا تعيد الشعر كما كان تمامًا. في الواقع، عملية زراعة الشعر تساعد في إعادة الشعر بشكل طبيعي ودائم إلى المناطق الخفيفة أو الصلعاء. ومع ذلك، لا يمكن للزراعة أن تعيد كثافة الشعر التي كانت لديك في السابق بشكل كامل.
الشعر المزروع قد يختلف قليلاً في سماكته أو نموه مقارنة بالشعر الطبيعي الموجود في باقي فروة الرأس، إلا أن الفارق يكون عادة غير ملحوظ. في كثير من الأحيان، يكون الشعر المزروع أقل كثافة من الشعر الأصلي ولكن يتم تعويض ذلك عن طريق الزراعة المتقنة. لذا فإن النتائج قد تكون أكثر طبيعية إذا تم اختيار الطبيب المختص واستخدام التقنيات الحديثة مثل FUE.
أيضًا، لا يمكن لزراعة الشعر أن تمنع تساقط الشعر في المستقبل في مناطق أخرى من فروة الرأس. لذا، من المهم متابعة العناية بالشعر بعد العملية واتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على الشعر المزروع ومنع تساقط الشعر المتبقي.
الخاتمة
زراعة الشعر تعد خيارًا مثاليًا لأولئك الذين يعانون من تساقط الشعر أو الصلع ويسعون لاستعادة مظهرهم الطبيعي.
على الرغم من أنها تعتبر آمنة وفعالة، إلا أن لها بعض المخاطر التي يجب مراعاتها. بالنسبة للسؤال عن مدة دوام الشعر المزروع، فإنه في معظم الحالات يدوم مدى الحياة ولكن لا يمنع تساقط الشعر في مناطق أخرى.
أما عن إمكانية إعادة الشعر كما كان، فإجابة ذلك تختلف من شخص لآخر، حيث أن عملية الزراعة تعيد الشعر بشكل طبيعي ولكن قد لا تصل الكثافة إلى ما كانت عليه سابقًا. في النهاية، يتعين على المريض الاستعانة بأطباء متخصصين لتحديد العلاج المناسب وضمان الحصول على أفضل النتائج.